الاثنين، 26 سبتمبر 2016

التعامل مع الغضب(4): أسلوب حياة

التعامل مع الغضب(4): أسلوب حياة



·         التعامل مع الغضب لا يكون فقط بمحاولة الحد من الانفعال الزائد في المواقف والمشكلات المختلفة. لا تقف عند هذه النقطة؛ بل واصل الطريق بوضع أهدافاً في حياتك تتمنى أن تحققها، ومشاعر جديدة تحلم بتجربتها.
·         عندما يكون لديك (هدف) تسعى إلى تحقيقه، ستقل احتمالات أن تشغلك الصغائروتغضبك، وسيصبح أملك في الوصول إلى الهدف محفزاً لحياة أكثر إشراقأً في الحاضر والمستقبل.
  • لا للقولبة:

-اخرج من تلك الصورة النمطية التي اعتدت واعتاد الآخرون أن تكون عليها.
- اسع حتى تصبح ما تريد حقاً أن تكون عليه.
- لا تجعل أحد يضعك في قالب أنك "الشخص الغاضب". اخرج نفسك من تلك الصورة النمطية تدريجياً، وانزع تلك الصفة عن ذاتك.
- لا تجعل أحد (( مهما كان )) يسيطر على عقلك، ولا على حياتك. فكل إنسان مسئول عن روحه التي وهبها الله له. لا تسمح لأحد بأن يكون المحرك لكيانك حتى وإن كان والدك أو والدتك! فاحترام الآخر ورأيه واستشارة المقربين والأكثر خبرة شيء، وأن تعطي حياتك وعمرك على طبق من فضة لإنسان آخر ليتصرف فيه كيفما يشاء شيء آخر. لا تقع في مثل ذلك الخطأ الجسيم. انطلق في الحياة بقلب جسور، ولا تسمح لأحد بأن يصنع لك إطاراً لا يمثلك ويضعك فيه.
- أحياناً كثيرة تفرض علينا مجتمعاتنا وعلى قراراتنا كثيراً من التحجيم والتضييق؛ مما يجعلنا نثور ونغضب ونكون في حالة توتر مستمر، أو نكبت ونحبط ونكتئب ونعتزل بأنفسنا ونتغرب. وما يجب علينا فعله حيال ذلك الأمر هو أن نرسم لأنفسنا الخطة ونسير وفقاً لأهدافنا ومبادئنا بطريقة ذكية سلسة، دون اصطدام مباشر عنيف مع ما اعتاد عليه المجتمع؛ حتى نصل إلى ما نريد وما يمثل قناعاتنا والحياة التي نريد أن نكون عليها.
  • المثابرة:
- اجعل في حياتك شغف بشيء معين، وكن منفتحاً على الخبرات.
 - اجعل لحياتك تفاصيلها الخاصة التي تتوه فيها كلما اردت بعضاً من الوقت الخاص بك.
- ابن حياة لنفسك بنفسك. ابن قصراً أنت تختار أثاثه وتنظيمه وتفاصيله. اجعل لحياتك ثقلاً حتى لا تهزك الرياح.
- ستمر عليك أوقاتاً تجد نفسك فيها سئمت من التغيير، وتشعر أنك مازلت تفعل نفس التصرفات القديمة التي كانت تجلب عليك المتاعب. إن تغيير ما اعتدنا عليه ليس بالأمر السهل؛ فإنه يحتاج بعض الوقت. ومع إحلال العادات الجديدة مكان تلك المعتادة، وبالمثابرة وعدم الاستسلام يصبح التغيير ممكناً. فالطريقة التي نعبر بها عن غضبنا ما هي إلا سلوكيات متعلمة والتعلم بالممارسة والتدريب والتكرار.
- سجل في دفتر ملاحظات المواقف التي جعلتك ترد رد فعل غاضب خلال اليوم، أو شعرت فيها بالضيق أو الاستياء، ثم اختر وقتاً من يومك تكون فيه صاف الذهن وراجع كل موقف سجلته. فكر في طرق أخرى كان من الممكن أن تتعامل بها مع الموقف بطريقة مختلفة. هذه الطريقة ستساعدك على زيادة وعيك بسلوكك، وستتسم ردود أفعالك مع الوقت بالذكاء والانضباط والحكمة.
 - تعاملك مع الأشياء البسيطة بهدوء سيقلل بدوره فرص استثارتك من الأشياء الأكثر تعقيداً.
 - ضع أكثر من خطة لحياتك، وضع للخطة الواحدة أكثر من طريقة للوصول. اعط لنفسك أكثر من فرصة ولا تكف عن المحاولة. فنحن نحترم ذواتنا عندما نحترم احتياجاتنا وأهدافنا، ونحب الحياة عندما نسعى لتحقيق ما نريد.وما أسعدها من لحظة تلك التي نفوز فيها بما حلمنا به! لحظة تستحق السعي والتجربة. 
  • ملحوظات:

- فرّق بين (تطوير الذات) و (جلد الذات). فالأولى تعني استغلال قدراتك وإمكاناتك لأقصى حد ممكن، وتعلم المهارات التي تساعدك على ذلك. أما الثانية فتعني التقليل من إمكاناتك وقدراتك والتأنيب المستمر المبالغ فيه، ومقارنة مستمرة لوضعك بلآخرين، والعيش في كآبة وبؤس لا حاجة لهم على الإطلاق! اختر أن تكون مشجعاً لذاتك لا مثبطاً لهممها؛ فلكل منّا نقاط ضعفٍ وقوة، فتقبل ذاتك ثم طورها. اتبع "التصحيح التدريجي"، ولا تقسو على نفسك.
- اجعل لأهدافك غاية إنسانية؛ وليس مجرد التنافس والمقارنة بالآخرين.
- الغاية لا تبرر الوسيلة؛ فنحن نضع أهدافاً لحياتنا لإعطائها معنى، أما تجريد أهدافنا من القيم والمبادئ والقواعد التي نؤمن بها فإنه ينزع عن الحياة كل معنى.
- قد يقاوم الناس في البداية تلك التغيرات التي تطرأ عليك في طريقك لتبديل الحياة التي اعتدت عليها بأخرى تريد أن تكون عليها، وقد يصبحوا مصدومين أو مندهشين. لا تيأس ولا تحبط، استمر في طريقك؛ وفي النهاية سيحترمون قرارك وكفاحك للوصول.
  • آليات التغيير/ التطوير الاجتماعي:

- نحن نعيش في مجتمعات ملأتها الأمية والجهل والفقر وغيرهم من أزمات اجتماعية وسياسية واقتصادية، وإننا لا نستطيع أن ندير ظهورنا لمثل تلك الأشياء التي تحيط بنا كأننا لا نراها. فإذا كان هذا مايبعث غضبك ويجعلك مستاء معظم الوقت، وعصبياً في مناقشاتك مع الآخرين؛ فاتخذ طرقاً أخرى أكثر فعالية وأقل استنفاذاً للطاقات بلا جدوى.
- الأمثلة قد تكون: التطوع لخدمة وتعليم الآخرين، والاشتراك في منظمات المجتمع المدني، أو أن تكوّن مجموعة من الأصدقاء لفعل عمل خيّر ما، أو نشر الكتب أو الروايات التي تحوي أفكارك وتنتشر بصورة أكبر، أو عن طريق الرسم، أو تأليف المقطوعات الموسيقية، أو إخراج الأفلام والأفلام القصيرة (علماّ بأن وسائل التواصل الاجتماعي جعلت ذلك أيسر وأكثر انتشاراً).
- كن مؤثراً في الآخرين بطريقة بناءة ذات بعد ورؤية، وأكثر ثقلاً وأقل هشاشة.


- مهما كانت النتائج، وصولك بنفسك إلى حياة ذات معنى هو نجاحاً في حد ذاته.

اقرأ أيضاً:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق